نهايته وافقت ولادت القنديل

المساهمات : 50 تاريخ التسجيل : 23/09/2008 العمر : 33

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيفكم يا احلى اعضاء بالدنيا

جايبتلكم اليوم قصة من القصص الي من وحي قلمي اتمنى تعجبم
ولا نتسوا شجعوني بردودكم..

نهــــــــــايته وافقت ولادت القنديــــل..

عند منتصف الجبل لم يستطع المتابعة، فهو لم يعد ذلك الشاب الذي أعيى الجبل صعوداً ونزولاً.
مظهره فقط ينبئ الرائي بقسوته، ضخامة جسده، وظهره المنحني، عصاه الغليظة التي يتكئ بها، وحاجباه المتدليان على عينيه.

المكان في سكون تام، إلا صوت زفيره الذي يشبه زئير الأسد، وصوت شهيقه الذي ذكَّره برحاه عندما يدور ليطحن حبات القمح .
اتكأ على فراش الجبل القاسي، ورغم أن المساء لم يعانق السماء بعد، إلا أن سواد قاتم يلف عينيه ويلف المكان حوله، قلب عينيه مراراً في الفراغ أمامه، وجد حجراً صغيراً بجانبه، أخبره بكل تفاصيل حياته، حادثه بما فعل لزوج نبوية السابق، حيث أنه فقط أسكن سكيناً في قلبه، أخبر الحجر بكل شيء عله يقف إلى جانبه إذ لم يقف الحكم والقانون إلى جانبه، ولم يكتف بهذا بل وأصدر حكم القصاص عليه، ففر بجلده إلى كهف ومكث فيه عشرين سنة، لم يهرب لأنه يعلم معنى القصاص، فهو لم يمسك قلماً قط، ولكنه شم منها رائحة نتنة .
أخذ ينظر إلى وجهه على صفحة المياه الراكدة، تذكر ما قاله لزوجته نبوية: ((أحب السحاب)).
بالتأكيد كان يحبها للونها، ولكنه لما رأى هذا البياض يعلو شعر رأسه ولحيته الكثيفة، كره السحاب ولونه.
نظر إلى فراشة بجانبه، ينتظر منها تأكيداً على كلامه، فأدارت ظهرها، وذهبت ثم كأنه التمس منها((البياض في كل شيء حسن إلا فيك)).
واصل مسيره إلى قمة الجبل، وكل خطوة من خطواته تجر صاحبتها، طول حياته وهو الآن في العقد الخامس من عمره، يتحكم بخطواته يسيِّرها ويديرها حيث وكيف شاء، أما الآن فهي التي تجره جراً إلى ماضيه، إلى ذكرياته، إلى بيته الذي عاش فيه مع نبوية.
بلغ القمة، أول ما رأى تلك النخلة الممشوقة التي ما عادت تثمر بعد ذهاب صاحبها، رأى بيته الحجري، الذي بناه حجراً فحجر بيده حتى ارتوى من عرقه رياً، رأى الباب مفتوحاً على مصراعيه، والنافذة قد مدت ذراعيها تنشق الهواء، تماماً كما تركهما قبل عشرين عاماً،مد رأسه داخل النافذة، وبنظرة طويلة القامة، ألقاها على جنبات البيت، رأى أن كل شيء لم يتغير، بل وحتى القنديل مازال مشنوقاً بذاك المسمار، قد مُرِّغ نصفه في التراب، ومازال النصف الآخر يقف أمام الرياح صلباً.
وقع نظره على نبوية، تذكر يوم زواجهما، ذلك اليوم الأسطوري، التي زفت فيه إليه بعد هروبها من زوجها، أما الآن فكل شيء يهرب منه إليها، دموعه تهرب منه إليها،والأطفال حولها يهربون منه إليها، والرياح التي كانت تشيع نبوية إليه، كانت تقف صامدة هاربة منه.
صوت الرياح يشتد وهبوبها يزيد، والأبواب والنوافذ تصفق وتلطم، ويتحرك القنديل مثيراً صوته ألما في الأسنان قبل أن يقع في الآذان، ومازالت نبوية تهرب منه، وتلك المواشي التي كانت تعود كل مساء من المرعى إلى نبوية لحلبها، وكلب الحراسة والأبقار بل وحتى أوراق أشجار التوت خلف المنزل كل هؤلاء شعروا بهروب نبوية فهربوا قبلها.
عاد صوت القنديل من جديد، عشرون عاماً كان راضياً بحاله مشنوق بمسمار أعلى الجدار، ولكنه في هذا اليوم بالذات أراد التحرر .
اقتطع هذا السكون المزعج، أصوات الدوريات وألوانها الحمراء والزرقاء، أخذوا الشيخ إلى مخبر الشرطة، واجهه رجل عبوس غليظ لا يقل عن غلاظته: هل أنت قاتل سعيد؟
لم يعرف معنى قاتل حتى يجيبه، تذكر حينها ذلك الحوار بين أبيه وأمه، حيث أصرت أمه أن تذهب به إلى دار التعليم مثل باقي الأطفال، ويصر أبوه إلا أن يزاول مهنة أبيه وأجداده،((مهنة الرعي)) هاهو الآن قد زاولها، ولكنها لم تساعده أيام عسره، فقد خانته المواشي عند هروبها.
أخذ إلى ساحة القصاص يسمع عن يمينه: ((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب))، وعن يساره تهليله، وأخرى تكبيرة، لتنتهي عندها حياته، وفي الوقت نفسه أخيراً تحرر القنديل، معلناً لنبوية نهاية الشيخ.

بقلم: ,, SoOSoO ,,’

Admin المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 23/09/2008

الله الله الله
ماشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

موضوع جميل وبوح رائع وقلم مبدع بارك الله فيكي

شكرا احساس أنثى نتمنى منكي المزيد

مشرف المساهمات : 7 تاريخ التسجيل : 23/09/2008

تحــــــــيا
لريشة قلمك هنا في ساحة بوحك
أبدعتي أحساس

أستمري غاليتي

فاليحفظ الله بوحك
أستمعت بحرفك

دمتي بخير

المساهمات : 43 تاريخ التسجيل : 27/09/2008

الله
ماروع هده
القصة
الله لايحرمنا منك ومن جديدك

المساهمات : 50 تاريخ التسجيل : 23/09/2008 العمر : 33

تسلمولي يا احلى ناس بالدنيا بصراحة شجعتوني

المساهمات : 87 تاريخ التسجيل : 26/09/2008

الله يسعدك احساس موضوعك مرة جميل

تسلم اناملك ياعسل..

تقبلي مروري afro